تطوير الذات للمراهقين

فترة المراهقة من أهم الفترات الحياتية لأي فرد إذ تعتبر واحدة من أصعب مراحل الحياة وفي نفس الوقت هي الأساس التي ستبنى عليه شخصية الفرد إلى آخر عمره. إذ يمكننا تشبيهها بالأرض إذا أهملتها كانت حياتك جرداء قاحلة لا هدف منها. أما إذا أوليتها أكبر كم من الاهتمام ستكون حياتك كالجنة الخضراء. وهنا تكمن أهمية تطوير الذات للمراهقين حيث يسعى جميع الآباء لجعل حياة أبنائهم سعيدة. وفي هذا الصدد إليك أهم النصائح لمساعدتك في جعل حياة ابنك مثمرة وسعيدة أكثر.

أهمية تطوير الذات للمراهقين

أهمية تطوير الذات للمراهقين

يبدأ الفرد منذ مرحلة الطفولة باستكشاف ذاته ومحاولة الاستقلالية عن أبويه في الكثير من الأمور، ولذلك فإن مفهوم تطوير الذات لا يرتبط بوصول الإنسان لعمر معين كما يظن البعض. ولكن في مرحلة المراهقة تحديداً تزداد الفجوة كثيراً بين الأهل والأبناء وهذا الأمر ليس سلبياً على الإطلاق إذ أنه يعني أن الطفل بدأ في تكوين شخصيته المستقلة.

من ناحية أخرى تتصف هذه المرحلة بوجود الكثير من التغيرات النفسية والجسدية التي تنعكس بالضرورة على سلوك وانفعالات وتصرفات المراهق بشكل عام. حيث ينظر المراهق إلى نفسه إما بطريقة سلبية أو إيجابية. فالمراهق الذي استطاع تكوين تصور إيجابي لذاته يتمكن من تحديد أهدافه بدون أن يتأثر بأي ضغوطات قد تظهر خلال رحلته. وهو ما يخلق في نفسه قوة للارتقاء بمستواه. كما يتمكن بعد ذلك من التخطيط لمستقبله بوعي كبير.

في حين نجد المراهق الذي لا يتمكن من تعريف ذاته لا يستطيع الانخراط في المجتمع الذي ينتمي إليه. كما يصبح محبًا للعزلة وكثير الانفعال ويغلب العنف على طبعه ممّا يجعله دائم التصادم مع عائلته والمجتمع المحيط به. فالصحة النفسية السليمة للفرد في أي مرحلة من مراحل حياته تقوده إلى تعلم نقاط الضعف والقوة، وبالتالي محاولة استغلال نقاط القوة لديه وتحويل عوامل الضعف إلى فرص يحسن استغلالها. وهنا تكمن أهمية تطوير الذات للمراهقين في رسم منحى حياة إيجابي للمراهق.

للحصول على النصيحة المثالية، استشر مستشارك الخبير من هنا

 

ممارسات دعم تطوير الذات للمراهقين

ممارسات تطوير الذات للمراهقين

تطوير الذات للمراهقين هي الطريقة التي تربي فيها ابنك المراهق. ولكن عليك أن تعلم أنها تختلف اختلافاً جذرياً عن تلك التي كنت تتبعها في تربيته عندما كان صغيراً. إذ يجب أن تعامله كصديق ليس كولد بعد الآن ولذلك يجب عليك الابتعاد عن صيغة الأمر قدر المستطاع. وإلا كان كل ما تقوم به هو هدم العلاقة بينك وبينه أو محو شخصيته المستقلة. وهذا خطأ يقع فيه الكثير من الآباء. ولكن لا تقلق وفر لك مستشارو Advise Tank بعض الممارسات التي يمكنك القيام بها للمساهمة في تطوير ذات المراهق.

النظر في اعتقادات المراهق

لا تستخف بتاتاً بمعتقدات ابنك المراهق على الرغم من أنها تبدو سخيفة وصبيانية. حيث يجب عليك ألا تنسى بأن خبرته في الحياة بسيطة ولا تساوي شيئاً أمام خبرتك وفي نفس الوقت أنت غير قادر على نقل خبراتك إليه ببساطة. بل عليك أن تدعه يتعلم وتشجعه على التشبث في معتقداته الطموحة.

حيث أن لاعتقادات أي فرد تأثير كبير على فشله أو نجاحه في أي أمر. فإذا آمن أنه قادر على تحقيق النجاح مع قليل من الإرادة سيتمكن من بلوغ هدفه والعكس صحيح. وهنا يجدر الانتباه إلى أن الفكرة قد تكون خاطئة ولكن المبدأ صحيح. على سبيل المثال لو أراد المراهق بدء مشروع ما قد يكون المشروع فاشلاً ولكن مبدأ أنه يرغب في البناء هو مبدأ إيجابي عليك تطويره لدى المراهق.

دعه يتعلم من أخطائه

عندما يتخذ المراهق قراراً خاطئً لا تثنيه عنه بل اتركه يقوم بما يرتأي مع تقديم الرأي بأن هذا القرار خاطئ بشرط أن يكون الضرر من القرار بسيطاً وليس فادحاً. على الرغم من أن هذه الممارسة قد تبدو جامحة وخارجة عن المألوف إلا أنها في غاية الأهمية وتساهم في تعزيز الثقة بينك وبين ولدك. حيث أن تأثير هذه الخطوة كتأثير اللقاح الذي يعتمد على مبدأ إحداث ضرر خفيف للوقاية من ضرر فادح.

على الرغم من أنك لن تجني فائدة فورية من هذه الخطوة إلا أن فائدتها كبيرة ومستدامة على المدى البعيد. حيث ستزداد ثقة المراهق بك بعد أن يقع في الخطأ الذي حذرته منه وسيكون أكثر تفهماً وتقبلاً للآراء في المرات القادمة علاوة على زيادة ثقته بنفسه لأنه يعلم أنه قادر على اتخاذ القرارات.

احترام كينونة المراهق

كما ذكرنا سابقاُ المراهق ليس طفلاً ولا راشداً بل أنه في مرحلة عمرية صفاته تجمع بين الاثنتين. وفي هذه المرحلة العمرية لا يجب أن تعامل المراهق كطفل بعد الآن بل عليك احترام كينونته ومعاملته على أنه بالغ. كما يجب أن يشعر بالتقدير الكامل.

وباحترام كينونة المراهق تكون قد طبقت أهم خطوة في تطوير الذات للمراهقين. حيث أن هذه الممارسة تساهم في رفع معنوياته وثقته بنفسه وتخلصه من أي اضطرابات قد تنتج عن هذه المرحلة ممّا يجعل حياة المراهق أكثر إيجابية فيما بعد. ويكون ذلك باحترام أحاديثه ومناقشته باستمرار بدون مقاطعته.

تجنب المقارنة

أحد أكثر الممارسات الخاطئة التي يقوم بها بعض الآباء هي المقارنة بين المراهق وأقرانه. حيث تعتبر المقارنة أحد أهم العوامل التي تؤدي لهدم الذات وبالتالي إحداث أضرار جسيمة كالعزلة والاكتئاب والعدوانية بينه وبين عائلته والمجتمع المحيط به.

علاوة على ذلك أي مقارنة تقوم بها بين المراهق وأقرانه هي مقارنة غير عادلة قولاً واحداً ويعود السبب في ذلك لوجود فروقات فردية بين الأفراد بصفة عامة. ناهيك عن الفروقات البيئة التي تؤدي إلى اختلافات كبيرة. لذلك ينصح بعدم المقارنة بأي شكل من الأشكال.

تحفيز التعلم وتنمية المهارات

المراهقون بشكل عام يعشقون الاستكشاف لذلك يتوجب عليك تحفيز مهاراتهم في الاستكشاف والتعلم. ولا يقصد هنا التعلم المدرسي بل التعلم الخارجي الذي ينمو من خلال القيام بالأنشطة الخارجية. حيث يساهم هذا النوع من التعلم في زيادة خبرة المراهق في فترة قياسية.

على سبيل المثال يعشق المراهقون الذهاب في رحلات منفردة مع أصدقائهم بدون تدخل الآباء. وهنا يتوجب عليك كأب عدم التدخل في كل شاردة وواردة حتى ولو كانت عاطفة الخوف طاغيةً عليك ولكن هذا لا يعني الانفتاح الكامل بل اجعل لكل شيء حداً. حيث أنه من الضروري معرفة بعض المعلومات عن طبيعة الرحلة حرصاً على عدم وجود أي مشاكل قد تنتج عن طيش المراهق.

كيف يرى المراهق نفسه؟

كيف يرى المراهق نفسه

تختلف نظرة المراهق إلى نفسه في هذه المرحلة عن أي مرحلة أخرى. فهو ليس كالكبار وليس كالصغار أيضا. حيث يتجه إلى أساليب مختلفة في حياته بصفة عامة سواء في الهوايات التي يفضلها أو كيفية قضاء وقت فراغه أو حتى الأفكار التي كان يؤمن بها.

كما أنه يصبح أكثر حساسيةً خاصةً عند مقارنته بغيره من الكبار. فقد أصبح له وجهة نظر لا يدركها الوالدين، ولذلك يجب مناقشة المراهقين ومعرفة ما يميلون إليه وما يرغبون فيه. وفي حالة عدم القدرة على تحقيق ذلك يجب استشارة أحد الخبراء المختصين في ذلك المجال، وذلك بسبب وجود اختلافات جوهرية في طبيعة كل مرحلة من فرد لآخر.

في ماذا يفكر المراهق؟

يتباين تفكير المراهقين عن غيرهم، حيث يكون تفكيره في هذه المرحلة أقل ارتباطًا بالأفعال الملموسة. فكما ذكرنا فهو ليس كالكبار أو الصغار ولذلك قد يحدث بعض التخبط وعدم الاتزان في حياته بصفة عامة. ولكن مع التوعية النفسية الصحية من المختصين في Advise tank يمكن اجتياز هذه المرحلة الخطيرة بكل سلام.

الخلاصة

يعتبر مفهوم تطوير الذات للمراهقين من المفاهيم الهامة التي تؤثر على قرارته بصفة عامة. حيث تختلف نظرته لذاته في هذه المرحلة ممّا يحتم على الوالدين المتابعة المستمرة لهم وفهم الأساليب الصحيحة لتطوير أبنائهم المراهقين بطريقة إيجابية والابتعاد عن الممارسات السلبية. وفي حال أردت المزيد من النصح يمكنك تصفح الاستشاريين في موقعنا.

العلامات:
#

اترك تعليق