الأسرة هي المنطلق الأول لتكوين شخصية الطفل لذا فإن الأسرة الإيجابية لديها الدور الأبرز في تعزيز السلوك الإيجابي بينما الأسرة التي تتسم بالسلوكيات السلبية سيطغى الطابع السلبي على أفرادها. بناء على ذلك يبرز دور الاسرة في تعزيز السلوك الايجابي. وفي هذا المقال من Advise Tank سيوفر لك مستشارونا أبرز النصائح لتعزيز دور الأسرة في بناء سلوك إيجابي لأفرادها.
القدوة الحسنة
الوالدين هم أول قدوة بالنسبة لأطفالهم حيث أشارت العديد من الدراسات النفسية إلى أن الأطفال يقلدون آبائهم بشكل فطري. وهنا تبرز أهمية السلوك الإيجابي للوالدين في خلق سلوكيات إيجابية لباقي أفراد الأسرة. والتي تنعكس تلقائياً على سلوكياتهم في المجتمع. بالتالي فإذا أردت غرس أحد القيم في نفس أبنائك عليك تطبيقه على نفسك في البداية. كما يجب على الوالدين التعاون فيما بينهما لغرس هذه القيم في نفوس الأطفال منذ نعومة أظفارهم.
وأكبر التهديدات لهذه الممارسات هي وجود شرخ أو كثرة المشاكل بين الوالدين أنفسهما. لذا يجب حل الخلافات العائلية جانباً بعيداً عن الأبناء. ولكن في حال حدث خلاف بين الآباء أمام الأبناء يجب الوصول إلى صيغة لحل هذا الخلاف أمامهم. حيث يمكن الاستفادة من هذه المشاكل في تعليم الأبناء كيفية حل المشاكل مستقبلاً. كما أن الكذب على الأبناء أحد أكبر السلوكيات الخاطئة التي يلجأ لها بعض الآباء في الإجابة على تساؤلات أبنائهم إذ ستتزعزع الثقة بينهم عندما يكتشفون الحقيقة.
بناء على ذلك يتبلور دور الاسرة في تعزيز السلوك الايجابي للأطفال بكونهم قدوة حسنة يحتذى بها. وأفضل الممارسات التي يمكن أن تطبيقها على نفسك لتصل إلى مرحلة القدوة الحسنة هي فهم الأطفال وتبني الاستراتيجيات الصحيحة لتطوير ذاتك وفي هذا الصدد يمكنك الاطلاع على مقال اهمية تطوير الذات وبناء الشخصية. وفي حال كان لديك مراهقين تريد التأثير عليهم بشكل إيجابي اقرأ تطوير الذات للمراهقين للحصول على أفكار مستنيرة بهذا الشأن.
التواصل الفعال
مهما كنت مشغولاً عليك تخصيص بعض الوقت لأطفالك والاستماع إليهم وفهم مشاعرهم واحتياجاتهم. حيث أن هذا التواصل سيساهم في بناء علاقة قوية قائمة على الثقة والاحترام المتبادل. كما يتوجب عليك مشاركة طفلك في الأنشطة التي يحبها سواءً كانت اللعب أو القراءة. حتى يمكنك توظيفه في الأنشطة المنزلية بأسلوب لعب ممّا يعزز الثقة بينكما ويولد لديه نوعاً من الحس بالمسؤولية.
من ناحية أخرى يجب عليك تشجيع طفلك على مشاركة أسراره ومخاوفه معك والتأكيد على أنك بجانبه دائماً. بالإضافة إلى ذلك فإن تقبل الطفل كما هو مع جميع نقاط قوته وضعفه سيجعله يشعر بالأمان والثقة بنفسه ممّا ينعكس على شخصيته في المجتمع. وإياك والمقارنة كأن تقول له انظر فلان فعل كذا وكذا أنه أفضل منك إذ يعتبر أحد أبرز السلوكيات الخاطئة التي يستعملها بعض الآباء مع أبنائهم.
التشجيع والثناء
على الرغم من أن الكثير من سلوكيات الأطفال قد تبدو تافهة وصغيرة بالنسبة لك. ولكن تشجيعهم ودعمهم عند القيام بأي سلوك إيجابي يساعدهم في بناء ثقة كبيرة بنفسهم ويشجعهم على أداء دور فعال في المجتمع في الوقت الحالي ومستقبلاً. كما يشجعهم ذلك لإعادة تكرار السلوك الإيجابي خاصة في مراحل عمرية صغيرة.
ولكن بحسب خبراء أدفايز تانك قد يكون هذا التشجيع سلاحاً ذو حدين. إذ يجدر بنا الذكر أن كل مرحلة عمرية لها طرقها الخاصة بالتشجيع وأمور محددة يجب التشجيع عليها. وعدم توافق المرحلة العمرية مع موضوع التشجيع يمكن أن يؤدي إلى نتيجة عكسية.
على سبيل المثال لو كنت تقوم بتشجيع طفلك في مرحلة 3 أو 4 سنوات على انهاء طبقه كاملاً لا يجب أن يستمر هذا التشجيع إلى عمر 8 سنوات حيث سيصبح الطفل نهماً بدلاً من أن يتعلم آداب الطعام. وهنا يلجأ الكثير من الآباء إلى ثنيه عن هذا النهم ممّا يفقد الطفل ثقته بالمطلق فقد كان ينتظر الثناء من إنهاء طبقه وليس التوبيخ. لذا ينصح خبراء أدفايز تانك إلى إهمال التشجيع على هذا الأمر في عمر 5 سنوات والتشجيع على أمور أخرى تتناسب مع عمره.
للحصول على النصيحة المثالية، استشر مستشارك الخبير من هنا
توفير بيئة آمنة ومحبة
أكثر الأمور التي تبرز دور الاسرة في تعزيز السلوك الإيجابي هي توفير بيئة آمنة ومحبة للأطفال. إذ يجب أن يشعر الأطفال بالأمان والانتماء لأسرهم لأن ذلك سيساعدهم على الشعور بالاستقرار والثقة بالنفس ممّا ينعكس على سلوكياتهم في المجتمع بشكل عام وفي الأسرة بشكل خاص.
البيئة الأسرية الآمنة تعتبر أحد أكبر الأساسيات التي يجب على الآباء توفيرها لأبنائهم كونها الأساس في بناء شخصيات أبنائهم. وبحسب خبراء أدفايز تانك الأسر التي تتسم بالتفكك ويغلب عليها جو الصراخ، دائماً ما ينتهي الأمر بأفرادها إلى الإدمان أو الانعزال والاكتئاب.
التعامل مع الأخطاء
الحياة ليست وردية ولا يوجد أحد ولا يخطئ خاصة الأطفال. والتربية الصحيحة هي ليست ابعاد الأطفال عن الخاطئ فهذا الأمر مستحيل منطقياً ولكن التربية الصحيحة هي كيفية تعامل الأهالي مع الخطأ وتوجيه أطفالهم للتعامل مع هذه الأخطاء.
وبحسب خبراء التنمية الأسرية في أدفايز تانك أفضل وسيلة للتعامل مع الخطأ هي بشرح لماذا هذا السلوك خاطئ والسبل المثلى لتصحيحه. كما يجب تجنب العقاب الجسدي أو اللفظي قدر المستطاع. على الرغم من أن العقاب اللفظي أو الجسدي قد ينجم من ردة فعل غير مقصودة من قبل الأهالي إلّا أنه يجب ضبط النفس قدر المستطاع.
ومن أبرز السلوكيات الخاطئة التي يجب التنويه لها هو محاولة الآباء حماية أبنائهم من الوقوع بالخطأ كلياً ظنّاً منهم أنهم يحمونهم بذلك. ولكن يشير خبراء أدفايز تانك إلى أن هذا السلوك خاطئ كلياً والذي يفعله الآباء فقط وضع أبنائهم داخل فقاعة هشّة تزول مع زوال الرقابة الأبوية وهذا ما يسمى بنظرية الطوافة أو الآباء الهيلوكوبتر.
التعاون مع المدرسة
دور الاسرة في تعزيز السلوك الإيجابي لا يقتصر على التعامل مع الأطفال في المنزل فقط بل يجب متابعتهم أيضا إلى المدرسة. خصوصا أن سلوكهم في المدرسة يعكس سلوكهم الاجتماعي بعيداً عن الأهل. بالتالي من الضروري تبادل المعلومات حول سلوكيات الطفل داخل وخارج المدرسة.
يساعد تعاون الأهل مع المدرسة في معرفة سلوكيات أبنائهم خارج المنزل. حيث تعتبر البيئة التي يختلط بها الأطفال خارج المنزل مغايرة تماماً لبيئتهم داخل المنزل ممّا يؤثر بشكل كبير على سلوكياتهم. وفي حال كان هناك أي سلوكيات سلبية سيساعد التعاون مع المدرسة في تعزيز السلوك الإيجابي للأبناء والتخلص من السلوك السلبي.
الخلاصة
في نهاية المطاف يجب معرفة أن للأسرة الدور الأول في خلق سلوكيات أبنائهم مهما كانت. ومن هذه النقطة يجب الإشارة إلى دور الاسرة في تعزيز السلوك الايجابي لأبنائهم بمختلف أعمارهم. فالتربية ليست فترة مرحلية عابرة بل هي رحلة طويلة الأمد تتطلب الكثير من الوعي والتفاني في العمل. وقد تكون تمارس أحد السلوكيات الخاطئة بدون أن تشعر لذا نجد أنه من الضروري الحصول على خدمات استشارية خبيرة بهذا الشأن.